ذمار .. والبُن الفضلي

‏  19 دقائق للقراءة        3627    كلمة

ذمار أونلاين | كتب: أ.د / حسين صالح العنسي:

بمناسبة اليوم الوطني للبن اليمني 3مارس من كل عام..

سوف تخصص هذه المساحة للحديث عن نوع من أنواع البن اليمني وهو: البن الفضلي:

يٌعدُّ البن الفضلي من أشهر أنواع البن اليمني ذات الجودة العالية.. وقد سمي بهذا الاسم نسبة إلى المنطقة التي يزرع فيها، وهي (منْطِقة بني فَضْل) مخلاف حمير، مديرية ضوران آنس، محافظة ذمار.

وتمثل منْطِقة بني فَضْل خمس من أخماس مخلاف حمير، أحد مخاليف مديرية ضوران، وتقع إلى الجهة الجنوبية لجبل ألهان بن مالك بن زيد بن أوسلة بن الخيار الذي ينتهي نسبه إلى كهلان، وعلى ارتفاع يقدر بحوالي (1800-2500) متر من على مستوى سطح البحر، وتبعد عن مركز المديرية (ضوران) حوالي (15) كيلومتر إلى الجهة الشمالية الغربية منها، ويضم خمس بني فضل عدداً من القرى، وهذه القرى هي: قرية (الْحَرف، كُرَبة، موْثَب، حِلة بني فضل، الْعوالي، ظلمان، بيت سبيع، المشاعبة، القبة، الجلب، الغُذم، محليت، الصيح، بيت السبلاني، الراحتين)، وعدد سكانه بحسب التعداد السكاني لعام 2004م يبلغ (6186) نسمة ذكوراً وإناثاً أما مساحتها فتبلغ تقريباً حوالي أربعة عشر كيلو متر مربع.

 

  • التكوين الجيولوجي للمنطقة:

يعتبر التكوين الجيولوجي لمنطقة بني فَضْل جزءاً لا يتجزأ من التكوين الجيولوجي لليمن، وقد تشكلت المنطقة جيولوجياً؛ في أثناء تشكل المرتفعات الجبلية اليمنية الغربية؛ لاسيما في الزمن الجيولوجي الثالث، واستمر حتى نهايته؛ وهذا ما جعل صخورها يغلب عليها صخور (البراكين الثلاثية والرباعية اليمنية)، وأهم هذه الصخور المسكوبات الصخرية (البازلتية النارية القلوية)، ذات اللون الداكن والحبيبات الخفيفة، وكذلك صخور (التوف) البركانية المتكونة من الرماد البركاني المقذوف الذي يأخذ الواناً مختلفة من الأبيض والأحمر حتى الأسود، كما نجد صخور (الآندزيت) ذات اللون الرمادي الفاتح إلى الداكن، وصخور(التركيت والريوليت) ذات الصخور البركانية الحمضية دقيقة التبلور؛ بالإضافة إلى  (الفتات الصخري) البركاني ممثلاً في القنابل البركانية، ومن ذلك الحصى، والرمل البركاني نظرا لتعاقب الثورات البركانية مع فترات الهدوء النسبي التي شهدتها المنطقة.

ومن العوامل التي شكلت جيولوجيا منْطِقة بني فَضْل عامل (الصياغة والنحت الطبيعي)، أي عامل الرياح، والأمطار، والجريان المائي، الأمر الذي أوجد شبكة من المجاري السيلية (الأودية الفرعية)، وكثيراً من الصدوع التي سهلت عملية المياه السيلية، وساعدت على تآكل الجبال المرتفعة.

وقد تعرضت هذه المنطقة في النصف الثاني من الزمن الثالث لحركات بنائية وثورات بركانية عنيفة، امتدت بانقطاعات حتى الزمن الرابع (الحين الثالث، والحين الرابع)؛ بدليل ظهور تخلعات بنيوية كثيرة، إذ أحدث كثرة من الإنحدارات، ولإنهدامات  والارتفاعات، كما أن الطفوح البازلتية الصلبة ذات اللون الأسود غالباً قد ظهرت على السطح، وكثر انتشار صخور التوف البركانية.

 

  • تضاريس المنطقة:

كان للتكوين الجيولوجي  لمنطقة بني فضل الفضل في تشكيل تضاريسها وتنوعها، ما بين الجبال الوعرة شاهقة الارتفاع، والوديان، والكتل الجبلية الصغيرة المتناثرة.

وتعد منْطِقة بني فَضْل كتلة جبلية وعرة، وهي في الأساس تمثل الجزء الجنوبي للكتلة الجبلية لجبل (الهان بن مالك)، وارتفاع هذه الكتلة  متباينة من بقعة إلى أخرى، وكذلك انحداراتها تكون ما بين الحادة والمتدرجة في الميلان نحو الجنوب والجنوب الغربي،  والجنوب الشرقي، يمتد من الكتلة الجبلية الأساسية لسان جبلي يشبه الـ(حرف)، على ارتفاع (2110)متر من على سطح البحر، يمتد طولاً نحو الجنوب بحوالي كيلو متر، وعرضه ما بين (20-30) متر تقريباً، ذات انحدارات جنوبية غربية شرقية.

وَأعلى قمة جبلية في منْطِقة بني فَضْل هي قمة (جبل الغذم)، يتراوح ارتفاعها حوالي (2570) متر من على مستوى سطح البحر، وهذا الجبل يعد الجزء الجنوبي لجبل ألهان، وهو من الجبال البركانية التي تشكلت  في الزمن الجيولوجي الرابع، نتيجة تدفق الحمم البركانية الصغيرة، وتطايرها، وتراكمها ببطء، فضلاً عن تكسر أجزاء من القشرة الأرضية وتداخلها مع بعضها، مما أدى  إلى وضوح هذا الجبل وبروزه، والغالب عليه الصخور البازلتية النارية، البعض منها صخور بلقاء مائلة للسواد والبياض.

وجبل الغذم هو الجبل المشهور باستخراج (العقيق اليماني)، المذكور في كتب الهمداني، وخصوصاً كتابه (صفة جزيرة العرب)، وهذا الجبل حاد الانحدار نحو الجنوب، منطقة زراعة البن؛ لكن بعض الأجزاء يكون متدرج الانخفاض فمتوسط الارتفاع يكون (2130) متر وأقل ارتفاع هو (1630) متر من على مستوى سطح البحر، وهي مواقع الوديان التي تخترق الكتلة الجبلية من جهة الشرق والغرب والجنوب.

إن هذا التدرج والميلان في التكوينة الجبلية أكسبها ميزة تحويل الأراضي المنحدرة إلى مدرجات زراعية مهمة يزرع فيها العديد المحاصيل الزراعية أهما (أشجار البن) التي سيأتي الحديث عنه لاحقاً.

ومما يميز تضاريس منْطِقة بني فَضْل التنوع ما بين التلال والكتل الجبلية منخفضة الارتفاع، والوديان الزراعية الخصبة من هذه الوديان وادي حلة بني فضل الذي يصب مياهه في ادي حباب، ومآتيه من أعلى جبل ألهان (شَمْهان، هجرة الشاوري، بيت النويدي)، بخمس حزيم، ووادي كٌربه الآتي أيضا من جنوب غرب جبل ألهان (بيت القاري، الراحة)، ووادي العُبارة.

 

  • مناخ المنطقة:

تمتاز منْطِقة بني فَضْل بمناخها المعتدل إلى الدافئ  في فصل الصيف؛ إذ تصل إلى درجة الحرارة ما بين (22_32) درجة مئوية، وفي الشتاء تصل إلى (5) درجات مئوية، وهي تعد منطقة ظل لجبل الهان بن مالك، كما أنها لا تتعرض للصقيع أيام الشتاء.

كما تتساقط الأمطار الموسمية على منْطِقة بني فَضْل بكثافة في فصلي (الصيف، والربيع) وتقدر كمية الأمطار السنوية ما بين (400-700) ملم، فضلاُ عن أنها تشتهر بالعديد من الغيول والينابيع المائية التي تجري طوال العام، وأشهر هذه الينابيع ما تعرف بــ(السربة) أو (شلالات بني فضل)، أو (شلالات جبل ألهان) أشهرها تلك الينابيع الجنوبية التي تنبع من جنوب جبل ألهان والآتية من قرية (شَمْهان، بيت النويدي، هجرة الشاوري)، بخمس حزيم، وتسكب مياهها بــ(السربة) فوق حلة بني فضل، وهي شلالات دائمة الجريان طوال العام، ويبلغ متوسط جريانها حوالي (3) هنش.

فضلاً عن أن هناك عدداً من العيون والغيول الأخرى التي تشتهر بها المنطقة، إلى جانب العديد من وسائل حصاد المياه سواء كانت مياه الأمطار أو المياه دائمة الجريان ومنها: ما يشبه الخزانات المائية القديمة التي بناها الأجداد من الحجار والطين والقضاض، لحفظ المياه لوقت الحاجة إليها لري المزروعات، وكذلك العديد من السدود التي بناها الأجداد من الحجار والطين والقضاض لحفظ المياه، إلى وقت الحاجة لاستخدام الإنساني والحيواني والري الزراعي، ومن هذه السدود سد الحرف الذي أنشئ حديثاً.

ونتيجة لطبيعة تضاريسها الجبلية فقد اتاحت لأهالي المنطقة إقامة المدرجات الزراعية، بشكل واسع لتشمل جميع مدرجات حلة بني فضل، وكربة، وبيت السبلاني، والحرف، وتشتهر هذه المدرجات بخصوبة تربتها ذات النوع (البركاني البازلتي) والغنية بالأملاح المعدنية، والحديد، والفسفور، والمتكونة بشكل عام من الرماد البركاني، وبعض رواسب الفحم، وهي تربة خفيفة، تحتفظ بكمية من المياه لأنها تحتوي على الرماد البركاني.

 

  • زراعة البن الفضلي:

نتيجة لموقعها المتميز وتضاريسها المتنوعة، ومناخها المعتدل، ومدرجاتها ووديانها الزراعية الخصبة، ولتوفر مصادر المياه فيها من أمطار ومياه جارية طوال العام (غيول، وينابيع)؛ كل ذلك جعل هذه المنطقة من المناطق اليمنية المشهورة بزراعة أشجار البن، والمعروف بـ(البن الفضلي) ذات الجودة العالية مما جعله من أجود انواع البن اليمني المنافس عالميا.

وتجدر الإشارة إلى أننا لم نتمكن من تحديد تاريخ دقيق عن بداية زراعة البن في (منطقة بني فضل)، وإن كان بعض أفراد المنطقةيرجعون بداية زراعة البن فيها لأكثر من مائة عام (قرن من الزمان)؛ إلا أن هناك لبساً في تحديد التاريخ الحقيقي لبداية زراعة البن في المنْطِقة ، وفي اعتقادي أن زراعة البن في هذه المنطقة قديم جداً، إن لم تكن واحدة من المناطق الزراعية الأولى في اليمن التي زرع فيها أشجار البن، لاسيما في القرن العاشر الهجري/السادس عشر الميلادي، (أي قبل أربعة قرون) من الآن، كون المنطقة تمتلك كل العوامل البيئية المساعدة في نجاح  زراعة شجرة البن في اليمن؛ لاسيما مناخها المناسب وخصوبة أراضها (مدرجات، وديان)؛ علاوة على وجود مصادر المياه الجارية طوال العام، التي يتم من خلالها ري شجرة البن المتمثلة في العيون والغيول.

ومما يجب ذكره أنه كان في القرنين الحادي عشر والثاني عشر الهجريين/السابع عشر والثامن عشر الميلاديين طلب كبير ومتزايد عالمياً على ثمار البن (القهوة البنية والقشرية) وما تبع ذلك من عائدات مالية كبيرة شجع كثيراً من اليمنيين على البحث عن المناطق المناسبة لزارعة البن في اليمن، ولهذا لا يستبعد أن تكون منْطِقة بني فَضْل واحدة من تلك المناطق المناسبة لزراعة البن في تلك الحقبة.

 

  • مميزات البن الفضلي:

وتتميز منْطِقة بني فَضْل أنها تنتج بناً ذات جودة عالية، الأمر الذي أكسبها شهرة ومكانة في إنتاج  (البن الفضلي)، كما إن شهرة البُن الفضلي خلق بعصاً  من الارتباط الوجداني بين أهالي المنطقة وشجرة البُن الذين لم يتعلقوا بأية ثمرة  أخرى مثلها، ومما يدلل على ذلك أن مدرجاتها ووديانها مليئة بأشجار البن حتى الآن، رغم الصعاب والظروف المحيطة بزراعته التي لم تعد تحفزهم ليولونها اهتماماً كافياً يجعلها تنتج كمية كافية لتصديرها للأسواق خارج نطاق المديرية، أو المحافظة، إلا أنه لا يزال هناك عدد من المزارعين يقاومون ذلك، ويجتهدون بالحفاظ على شجرة البن.

 

  • وللبن الفضلي مميزات تفرد بها عن غيره من أنواع البن اليمني الأخرى، من هذه المميزات:
  1. حموضته التي تشبه حموضة البرتقال، أي حموضة عالية ومريحه عند تناولها.
  2. يحتوي على نسبة معتدلة من السكر.
  3. له طعم حلو وحامضي في آن واحد.
  4. ذو جودة عالية.
  5. له نكهةً غنية، وقد تتشابه نكهة رائحته مع المزيج الرائع من الشوكولاتة والقرفة مع الزنجبيل فهو من الأنواع المميزة برائحتها الجميلة، والبعض يرى أنه يمتلك نكهة جوز الهند بصورة خفيفة فيه.

ولتلك المميزات التي تمتع بها البن الفضلي صار يحصد (المركز الأول) من بين أنواع البُن اليمني الأخرى في اليمن؛ بدليل أنه في المؤتمر الزراعي الثاني لعام 2013م الذي أقامته جامعة صنعاء بالاشتراك مع وزارة الزراعة والري اليمنية، حصد المركز الأول من قبل اللجنة المختصة بالتذوق. وهذا حسب ما جاء في موقع جمعية بني فضل لإنتاج وتسويق البن الفضلي.

استمر البن الفضلي يحصد المركز الأول على مستوى اليمن من بين أنواع البن اليمني الأخرى، ففي عام 2014م حصد المركز الأول في المهرجان العالمي للبن المقام في فندق موفمبيك بالعاصمة صنعاء، وقد شارك البُن الفضلي في العديد من المهرجانات الخاصة بالبن، والتي استطاع المنافسة بها بقوة.

ولهذا دخل البن الفضلي إلى الأسواق التنافسية، بدليل سعي بعض الشركات التجارية في الحصول على شرف تصدير البن الفضلي كشركة (القمة)، وشركة (سابكو ميد)، ومن التجار الجرادي وحسين أحمد وغيرهم.

 

  • حقول ومدرجات زراعة البن:

والحقول أو المدرجات التي يزرع فيها البن في منْطِقة بني فَضْل تتركز في السربة، والعُبارة، والعين العليا، والعين السفلى، وكربة، والحرف، والحلة (حلة بني فضل)، ونتيجة لانعدام المعلومات الكافية والمتاحة عن أسماء هذه الحقول أو المدرجات ومساحتها وعدد أشجار البن المزروعة سواءً كانت المعمرة أو المزروعة حديثاً وهذا ما وقف عائقاً لبيان ذلك؛ ولعل في قادم الأيام نحصل على هذه المعلومات.

 

  • طرق زراعة البن وحصاد ثماره:

يستخدم مزارعو البن في منْطِقة بني فَضْل الطرق التقليدية من حيث زراعته، وجنيه وتجفيفه، وتخزينه وتسويقه، فمن حيث زراعة أشجار البن فإنها تتم في البداية بتجهيز  شتلات البن  من خلال طريقتين متبعة هناك وهما:

الطريقة الأولى: إنشاء مشاتل للبن بالطرق الحديثة

حيث تم إنشاء أربعة مشاتل في أربع قرى في المنطقة ومنها: مشتل في قرية حلة بني فضل، ومشتل في بيت طاهر، ومشتل في الحرف، ومشتل في كربة، وكانت تكلفة هذه المشاتل اثنين مليون ونصف ريال، ويعتبر مشتل قرية كربة هو أكبر مشتل في المنطقة وقدرة تكلفته حوالي (23000) ألف دولار أي بما يعادل (12،650،000) اثنا عشر مليونا وستمائة وخمسين ألف ريال.

وتهدف هذه المشاتل إلى إنتاج شتلات البن صنف (فضلي) يغطى به مناطق واسعة في بلاد آنس للتوسع في زراعة البن؛ كونه الصنف المرغوب عند المزارعين، ويتم توزيعه بعد تشتيله لعام كامل، ويقدر إنتاج هذه المشاتل من غروس البن بحوالي عشرة ألف شتلة سنوياً.

الطريقة الثانية:التقليدية

وهي الطريقة التي يقوم بها المزارعون  أنفسهم في منْطِقة بني فَضْل بإنتاج شتلات البن في مشاتل خاصة بهم في جوار منازلهم، أو في أطراف الحقول الزراعي الخاصة بكل مزارع.

وبعد مضي عام كامل على نمو شتلات البن يتم توزيعها على المزارعين، لغرسها في الحقول المعدة لذلك؛ وفقا ًلمواسم زراعة البن المتعارف عليها في اليمن، بحيث يتم زراعتها على وفق الطرق التقليدية المتعارف عليها، ولحفظ شجرة البن وثمارها من أشعة الشمس يقوم المزارعون بغرس أشجار كبيرة لتضليل أشجار البن، ومن هذه الأشجار أشجار (الطنب)، كما هو موجود في مناطق زراعة البن في السربة، وكربة، والحرف، والعبارة، والعين السفلى والعين العليا.

  • أنواع البن الذي يزرع في المنطقة:

هناك ثلاثة أنواع من البن الذي يزرع في منْطِقة بني فَضْل وهي:

  1. البن الدوائري: وهو من أجود أنواع البن اليمني وتتميز حبوبه بقوام خفيف وحجم صغير مما يجعله الخيار الأفضل في إعداد القهوة بشقيها البنية والقشرية، ويمكن نموه دون ظل الشجر، كما أنه  مقاوم للجفاف والحرارة المرتفعة، ويعد من أحسن الأنواع في المناطق غير المروية وإنتاجيته عالية مقارنة بالأنواع الأخرى في اليمن، وثمار هذا الصنف أكبر حجما من الأصناف الأخرى، وتكون حبات البن دائرية الشكل، وتعطي الشجرة إنتاجها طوال العام، ويزرع هذا الصنف في وادي الضباب، وآنس والمحويت وخولان، وبني مطر، والحيمتين ومناخة.
  2. البن العديني: وهو ينتمي إلى البن اليمني البرعي نسبة إلى منطقة برع اليمنية، والعديني نسبة إلى منطقة العدين في محافظة إب التي يزرع فيها هذا الصنف من البن، وحبوب هذا النوع صغيرة، وإرتفاع الشجرة متوسط، إذ يصل إلى (4)متر، ويزرع هذا النوع في وادي الضباب، ووادي السفال والعدين ووادي ريمة ووادي كانا في عنس وفي خولان وآنس وإريان ووادي شيعان والمحويت، والحيمتين، وبني مطر، ومناخة.
  3. البن الفضلي: صنف بني فضل نسبة إلى منْطِقة بني فَضْل ويتميز بنوعيته ونكهته ومذاقه.

 

  • مقدار إنتاج البن في المنطقة:

تفيد بعض التقارير أن القدرة الإنتاجية لثمار البن في منْطِقة بني فَضْل بلغ لعام 2019م (100) طن.

 

  • الرعاية والاهتمام بأشجار البن:

وكما هو معروف يتم العناية بأشجار البن منذ غرسها من حيث الري والتقليم والتعشيب والتسميد، حيث أن التسميد يكون بالمواد العضوية الطبيعية (الذبل)، وكذلك ما يطلق عليه (الكمبوست) الذي يعد من مخلفات الحيوان والقش، كما تستخدم الطرق التقليدية في مكافحة الآفات والحشرات الضارة وغيرها من العمليات الزراعية المتبعة لرعاية أشجار البن وتحسين جودة ثمارها.

ولا ننسى بأن مزارعي البن في منطقة بني فضل يتمتعون بخبرة متوارثة عبر الأجيال من أجدادهم في زراعة البن وحصاده، ويتم ري البن في هذه المنطقة باستخدام مياه الغيل .

وشجرة البن منذ غرسها لا تكون جاهزة لإنتاج ثمار البن إلى بعد ثلاث إلى أربع سنوات من زراعتها… وكما تفيد المعلومات أن مزارعي البن في بني فضل ابتكروا طريقة جديدة لجني ثمار محصول البن حيث يتم الجني إلى سلال خاصة، ويجفف في سرائر خاصة بالتجفيف، ويتم التسويق عن طريق تجار يتبعون مجموعة هائل سعيد.

 

  • جهود وأنشطة جمعية بني فضل لإنتاج وتسويق البن الفضلي:

لقد أسست جمعية تسمى (جمعية بني فضل لإنتاج وتسويق البُن الفضلي) عام 2013م، ودخلت كقوة تنافسية كبيرة في زراعة وإشهار وإعادة مجد البُن اليمني، ولها عدة أعمال  وإنجازات ومنها:  إنشاء عدد من لمشاتل، كما أنها أقامت عدداً من المهرجانات والفعاليات الزراعية، فضلاً عن مشاركتها في العديد من المؤتمرات الزراعية،  كما قامت الجمعية بدعم المزارعين بمراكز التجفيف التابعة للشركات الخاصة، مع المشاركة في بيع البُن لأخضر، مما أسهم في عملية التوسع في زراعة البُن وتحسين الجودة؛ وكان لذلك نتائج ممتازة في تحسين دخل مزارعي البن في المنطقة من خلال  زيادة أسعار البن، فضلاً عن تدريب المزارعين على إعداد السماد البلدي (الكمبوست) من مخلفات الحيوان والقش، وذلك من أجل العمل على التوسع في زراعه البُن، كما تم استصلاح أراضي زراعية جديدة وغرس حوالي ثمانية ألف شتلة بن بطريقة حديثة.

كما أن الجمعية قامت بعدة أنشطة زراعية خلال العامين (2018-2019م) ومنها: الاهتمام بمتابعة المشتل الخاص بالبن والاشراف على إنتاج عشره ألف شتلة سنوياً، مع متابعة المزارعين وتدريبهم على اختيار البذور بطريقة صحيحة، وتدريبهم على طريقه معاملة البذور، وكذلك المساهمة في تجهيز بذور المشتل جبل الشرق بالتعاون مع مكتب الزراعة، فضلا عن متابعة منظمة (براجما) بالتعاون مع مكتب الزراعة لتشكيل وإشهار تكتل البُن بمنطقة آنس شهر مايو 2018م مايو، كما تم تنفيذ دورات تدريبيه لأكثر من 200 مزارع لتدريبهم على الطرق الصحيحة للجني أثناء الحصاد، وما بعد الحصاد، وما قبل الحصاد لمعرفة الأضرار والآفات التي تصيب محصول البُن بتاريخ 10/3/2018م.

 

  • الصعوبات التي يواجهها مزارعو البن في المنطقة:

لا تخلو زراعة البن سواءً كان ذلك في اليمن بشكل عام، أو منطقة زراعة البن في بني فضل بشكل خاص من صعوبات ومشاكل قد تؤدي إلى تدهور زراعة أشجار البن وانحسارها، ومن أهم هذه المشاكل:

  1. شحة المياه وتدنيها، إذ يفيد أحد الأهالي من مزارعي البُن أنه قبل حوالي أربعة عقود من الزمان كانت المياه متوفرة بكثرة، تكفي لسقي الأراضي المزروعة بشجرة البن، وكان هناك سدود بناها الأجداد من حجر الطين والقضاض، لكنها تدهورت، وانتهت بتقادم الزمن، ومزارعي البُن في المنطقة ليسوا في وضع اقتصادي يسمح لهم بإعادة بنائها من جديد، ووصل إلى حد أن هناك منبعا واحدا للمياه؛ لا يتم استغلاله بكفاءة، نتيجة قلة الإمكانات التي تمكنهم من المحافظة على المياه واستغلالها الاستغلال الأمثل، بإنشاء الحواجز والخزانات والسدود.
  2. عدم إدخال الوسائل الحديثة في زراعة البن وريه وحصاده وتجفيفه وتحميصه، وكذلك الوسائل الحديثة لمكافحة الحشرات والأمراض التي تصيب أشجار البن وثمارها.
  3. مشكلة التسويق وما يتبعها من تكاليف مالية للنقل وعدم وجود أسواق دائمة لبيع ثمار أشجار البن، نتيجة انعدم سياسة تسويقية من قبل الدولة.
  4. نظام حيازة الأراضي التي يزرع فيها البن إذ ظهرت عدة مشاكل عند تفتت ملكية الأراضي التي يزرع فيها البُن ومنها: استحالة التقليم، وعزوف المزارعين عن الاهتمام بخدمة أشجار البُن وصيانتها، وإصلاح مصاطب المياه التي تروى منها، وكذلك هرم أشجار البن القائمة الآن وعدم استبدالها بغروس جديدة.
  5. انتشار زراعة القات في الأراضي الخاصة بزراعة أشجار البن، وذلك للمردودات المالية الكبيرة التي تجنى من ثمار القات مقارنة بالمردودات المالية لثمار البن.
  6. وغيرها من المشاكل التي لا تتسع المساحة لسردها.

 

  • مقترحات وحلول:
  1. صيانة البرك والسدود والحواجز المائية التي كانت تستغل لري أشجار البن، مع إنشاء الخزانات المائية التقليدية والإسمنتية لحصاد مياه الأمطار؛ مع إنشاء الحواجز والسدود وخزانات مياه الري الخاصة بالبن.
  2. تشجيع المزارعين على زراعة البُن ودعمهم مادياً ومعنوياً، مع تقديم برامج إرشادية حول مراحل زراعة أشجار البن حتى حصاد ثمارها وذلك بصورة دائمة.
  3. تشجيع المزارعين على استصلاح المدرجات الزراعية التي كانت تزرع فيها أشجار البُن سابقاً، والتي تسببت السيول المفاجئة في جرفها ودفنها مع تسهيل كل الإمكانيات التي تمكنهم من إصلاح ذلك، مع صيانة المدرجات الزراعية الخاصة بأشجار البُن واستصلاح ما تم إهماله خلال العقود الماضية.
  4. تشجيع مزارعي القات على احلال زراعة أشجار البُن بدلاً من أشجار القات.
  5. تنمية الطرق والأساليب التقليدية في زراعة البُن والتي ساهمت في تميزه عالمياً، مع التقليل من الاعتماد على هذه الطرق التقليدية والاعتماد على الطرق الميكانيكية لتقليل تكاليف العمالة ذات الثقل الأكبر في هيكل التكاليف.
  6. الاهتمام بعملية حصاد ثمار البُن بالطرق السليمة، وكذلك الاهتمام بتجفيف حبيباته وتخزينها، من خلال تقديم كل الخدمات التي تسهل على مزارعي البن في المنطقة القيام بذلك وبأقل التكاليف المادية.
  7. تحسين طرق عملية فصل القشر عن البُن (الحبوب)، مع الأخذ في الاعتبار الأهمية الاقتصادية لقشر البن.
  8. العمل على تحسين نقل محاصيل البُن، وذلك بإصلاح الطرق الوعرة وإيجاد وسائل نقل حديثة تعمل على تخفيف الحمل على مزارعي البن في المنطقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى