مساعدات غذائية تنقذ حياة ملايين اليمنيين

‏  5 دقائق للقراءة        978    كلمة

ذمار اونلاين | سهير عبدالجبار:

يتلقى حارس مدرسة بغداد في العاصمة صنعاء مئات المكالمات من مستفيدين للاستفسار عن موعد صرف المساعدات الغذائية العينية المقدمة من برنامج الغذاء العالمي.

وتستقبل مدرسة بغداد -نقطة توزيع المساعدات- على مدى ثمان سنوات من الصراع في اليمن المئات من المستفيدين غالبيتهم من الموظفين الذين فقدوا أعمالهم خلال الحرب أو انقطعت مرتباتهم.

الثلاثيني نادر عبدالله واحد ممن ساهمت المساعدات الإغاثية في التخفيف من معاناته هو وعائلته منذ فترة نزوحهم من مدينة الحديدة ،غرب اليمن، إلى العاصمة صنعاء.

يقول عبدالله – لمنصة ذمار اونلاين- “لقد أعانتنا المساعدات الإغاثية الشهرية على تدبر أمرنا وما تزال مصدرا مهما لتوفير الغذاء رغم انخفاض الكمية”.

لقد كان ملايين المستفيدين يحصلون على سلال غذائية شهرية منتظمة حتى أواخر عام 2020 وكانت تتكون السلة من ” 75 كيلو دقيق، 8 لتر زيت، 2.5 كيلو سكر، 5 كيلو فاصوليا و ملح” قبل أن يتم تخفيض الكمية إلى ” 50 كيلو دقيق و 4 لتر زيت” وأحيانا تصرف كل شهرين، حد قوله، مؤكدا أنها ما تزال أحد أهم مصادر الغذاء لعائلته.

  • مساعدات منقذة للحياة:

لعبت المنظمات الإغاثية الدولية العاملة في اليمن دورا مهما في إنقاذ حياة ملايين الناس عن طريق توفير المساعدات المنقذة للحياة وفي مقدمتها المساعدات الغذائية والدوائية.

وفي هذا السياق يوضح صلاح إسماعيل ،الذي يعمل في منظمة اغاثية، الدور الذي لعبته المنظمات الإغاثية في توفير الغذاء والدواء لملايين المواطنين في اليمن في ظل الصراع وما ترتب عليه من انعدام المشتقات النفطية لفترات وانقطاع المرتبات وصعوبة النقل وارتفاع الأسعار.

وقال إسماعيل – في تصريح لذمار اونلاين- “فقد الكثير من الناس أعمالهم ولم يكن معهم مصدر للغذاء .. لقد مثلت السلال الغذائية عاملاً لإنقاذ حياتهم ، وبدونها كان من الممكن أن تزيد من نسبة الجوع وسوء التغذية”.

وأفاد بأن استمرار الصراع فاقم الأزمة الغذائية والوضع الاقتصادي لدى ملايين الناس في اليمن ما دفع الكثير من المنظمات الإغاثية لتركيز عملها في مجال توفير الإغاثة الغذائية والدوائية بشكل خاص.

  • مشاريع مستدامة:

قال المدير القطري لبرنامج الأغذية العالمي ريتشارد راجان – في تقرير نشرته الأمم المتحدة في موقعها على الانترنت في 25مايو الماضي- “المساعدات التي يقدمها برنامج الأغذية العالمي ضرورية من أجل تمكين السكان من الوقوف على أرضية صلبة لتفادي الأزمة والمجاعة وللوصول إلى مستقبل أفضل”.

لا تنحصر المساعدات والتدخلات الإغاثية على توفير المواد الغذائية فقط، هناك عدد من المجالات التي تحظى باهتمام المنظمات الدولية مثل القطاع الصحي والمشاريع المستدامة وسبل العيش.

وفي هذا السياق أشار ممثل منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة في اليمن الدكتور حسين جادين إلى أن المنظمة منخرطة في العمل الجاد وبشكل مباشر مع المزارعين على الأرض لتمكينهم من الحفاظ على مصادر رزقهم وسُبل معيشتهم.

وقال جادين – في بيان صحفي نشر في موقع المنظمة في 26مايو/ أيار- “نسعى لضمان أن يتمكن صغار المزارعين في اليمن من مواجهة أي صدمات مستقبلية قد تؤثر على الأمن الغذائي ولذلك فقد انصب تركيزنا عبر مختلف التدخلات المنفذة على تحسين الأمن الغذائي على مستوى الأسر وزيادة الدخل من خلال تحسين ممارسات الإنتاج الزراعي وزيادة فرص العمالة وتنويع سُبل العيش بطريقة مستدامة تعزز العيش المشترك بسلام”.

منظمة اليونيسف أيضا نفذت تدخلات منقذة للحياة استفاد منها ما يقارب 420,000 طفل يعانون من سوء التغذية الحاد والوخيم في عام 2022 ،وفقا لممثل منظمة اليونيسف في اليمن بيتر هوكينز.

وقال هوكينز في ذات البيان الصحفي أن هذا التدخل هو أعلى رقم يتم الوصول إليه في اليمن على الإطلاق، مشيرا إلى أن ذلك يعود لخدمات توسيع التغذية التي تقدم في 4700 مرفق من مرافق الرعاية الصحية الأولية.

  • تدخلات في مناطق نائية:

مرتان في الأسبوع فقط، كان يصل الماء الى منزل الثلاثيني فارس الشيباني الذي يعيش في شرق بني شيبان محافظة تعز وسط اليمن، ولم تكن الكمية كافية، والسبب تهالك مشروع المياه في منطقته.

يقول الشيباني لمنصة عوافي “على مدى خمسة أعوام تجرعنا الأمرين من أجل توفير المياه حتى تم التدخل من قبل منظمة كير التي أعادت تاهيل المشروع بشكل ممتاز”.

لقد تم تزويد المشروع بمضخات مياه حديثة وإعادة ترميم المشروع الذي يخدم ما يقارب 12 قرية تعيش فيها مئات الأسر، وأصبحت المياه تصل إلى منزل الشيباني وجميع الأهالي بمعدل خمس مرات في الأسبوع ،حد قوله.

المساعدات الإنسانية في اليمن شملت تدخلات أخرى مثل توفير الأفرشة والأغطية وأدوات الطبخ ومواد النظافة والتوعية والتثقيف الصحي، بالإضافة إلى المشاريع المستدامة ومشاريع تساعد الأهالي على التخفيف من المعاناة كبناء حمامات المخيمات وتوزيع خزانات لحفظ المياه، بالإضافة إلى مشاريع التمكين كتوزيع أغنام للنساء في القرى لمساعدتهن على مواجهة الحياة في ظل عدم تواجد معيل.

وأكد المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في اليمن ديفيد جريسلي أن الأمم المتحدة وشركائها قد بذلوا جهوداً كبيرة لدرء خطر انعدام الأمن الغذائي العام الماضي، لكنه ختم حديثه -في بيان صحفي نشره موقع الأمم المتحدة أواخر شهر مايو/أيار الماضي- بقوله “هذه المكاسب لا زالت هشة ولا زال هناك 17 مليون شخص في اليمن يعانون من انعدام الأمن الغذائي”.

 

  • انتجت هذه المادة بدعم من منظمة انترنيوز Internews ضمن مشروع Rooted In Trust في اليمن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى