ندوة فكرية في كلية الآداب عن تاريخ النضال والمقاومة الفلسطينية

‏  9 دقائق للقراءة        1736    كلمة

ذمار أونلاين | صقر أبو حسن :

نظمت كلية الآداب بجامعة ذمار، اليوم، ندوة فكرية بعنوان” القضية الفلسطينية.. تاريخ من النضال والمقاومة”، بمشاركة نخبة من الأكاديميين والباحثين.

وخلال الندوة، أشار د. عبد الكريم زبيبة نائب رئيس جامعة ذمار لشؤون الدراسات العليا، إلى أن الشعب الوحيد الذي تبنى الحراك الثقافي والعسكرية هو اليمن، وما تزال قضية فلسطين حاضرة في يومياته.

وقال: لولا محور المقاومة لكانت قضية فلسطين انتهت وماتت من زمن بعيد، لذا كانت المقاومة بالأحجار ودعم محور المقاومة للقضية الفلسطينية المستمر لتصل إلى مرحلة الصاروخ والمسيرات.

وأكد نائب رئيس الجامعة أن استمرار المقاومة ففي النهاية يأتي النصر، وقال: ما دمت تقاوم فأنت تبعث القضية من جديد، ومحور المقاومة ودعم بكل السبل من العسكري الى الثقافي وغيرها، لصنع نفسيات فلسطينية عظيمة وهي علامات للنصر.

واضاف: الماديات تنتهي والحالة النفسية هي حالة انتصار، وهو ما ينعكس على الحالة الفلسطينية، ولولا وجود الخونة لما استمرت مآسي الشعب الفلسطيني، حتى اليوم.

مستعرضا دور الخونة في تثبيط روح المقاومة في الوجدان العربي والإسلامي، وبين ان استمرار الضخ الإعلامي بأن النفس العربية ضعيفة وخانعة، ونحن في الحقيقة أقوياء.. معتبرا المقاومة الخيار الوحيد للتحرير.

وتابع بالقول: المنافقين دائما هم الذين يضعفون الأمة ولولا وجود خونة داخل الأمة لكان الواقع غير الواقع الان.

وعرج زبيبة إلى التفاخر الإسرائيلي انه اوصل شخصيات مم الخونة إلى قيادة حكم بعض الدول والجماعات الإسلامية، للأسف.

واضاف: عندما توجد روح المقاومة يوجد النصر ولا تصدقوا الخونة والمرتزقة الذين يستخدمون العامل النفسي، لتثبيط روح المقاومة، والمقاومة الآن أقوى من ذي قبل.

مطالبا بجمع أوراق العمل في كتاب للفائدة العامة لمقدار المعلومات والخبرات في مسار الصراع العربي والاسرائيلي، الذي تضمنته الندوة، متعهد بجزاء من تكاليف هذا الكتاب.

د. عادل العنسي نائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية، أكد في مداخلته أن إسرائيل ليست دولة بل كيان بلا تاريخ أو جذور وهو كيان استعماري ومشروعه ليس فلسطين بل جميع الدول العربية.

وقال: مقاومتنا لإسرائيل مشروع طويل الأمد وهو ضرب هذا الكيان في مهده ومنع تمدده إلى بلدان آخرة.

وبين ان المتخاذل العربي في نصره فلسطين أنتج لنا إسرائيل المتوحشة، واضاف: أكبر مثال للخذلان العربي هو خذلان القائد الفلسطيني عبد القادر الحسيني الذي طالب من العرب سلاح وفي النهاية قاتل مع رفاقه وهو يدافع عن فلسطين.

متسائلا عن دور المثقف، وقال: دور المثقف يأتي عبر تفعيل منصات التواصل الاجتماعي بتاريخ الصراع العربي الإسرائيلي ودور التاريخ وأهمية نشر الوعي وتحصين العقل العربي واليمني على وجه الخصوص، من الضخ الإعلامي الذي ينعكس سلبا على روح المقاومة.. مضيفا: نحن في معركة مقدسة وعشنا حتى نكون شهود عليها.

الى ذلك، بين د. عبد الكافي الرفاعي نائب رئيس جامعة ذمار لشؤون الطلاب، أن الإيمان بالقضية التي ندافع عنها هي قضية محورية وأساسية وتعبر عن ضمير كل الأحرار.

وقال: نحن أمام تهجم وغطرسة كبيرة من قبل الغرب، ولمواجهة العدو لابد من حضور شعبي لتعبئة النفس الداخلية لان العدو مهما كان متغطرس لابد أن ينكسر لان صاحب الحق قوي.

مضيفا: نحن ندافع عن حق أساسي، فالأرض والعرض والدين هو الوطن الحقيقي لكل مؤمن، والنصر اتي بفضل الله عزوجل.

وأشار إلى أن ما حدث من الاستعمار الفرنسي والايطالي والبريطاني في اغلب دول العالم سيكون مصيرهم في نهاية النطاق الانكسار أمام صلابة الشعوب العربية والإسلامية والايمان بالقضية.

 

من جانبه، أشار عميد كلية الآداب د. أمين الجبر إلى أن القضية الفلسطينية هي قضية حقيقة ومسار فارق بين الحق والباطل. وأكد أن التطبيع المخل الذي يمارس من قبل بعض البلدان العربية والإسلامية، يعكس مدى ضعف العرب.

وقال: القضية الفلسطينية هي قضية الأحرار ويجب أن يتوحد كل الجهد العربي والإسلامي لمواجهة آلة القتل الصهيونية التي ترتكب بشكل يومي بحق المدنيين في غزة.

 

من جانبه، قال د. نجيب الورافي: خلال ورقة حملت عنوان “البعد الطبقي في الصراع العربي الإسرائيلي” أن الندوة تنظم وقلوبنا تتفطر دما بسبب المجازر اليومية واستخدام العنف المفرط ضد المدنيين في قطاع غزة.

وأكد الورافي أن المجازر التي ترتكب الان ليست جديدة بل مستمرة من ٧٥ عاما، وهو دليل على صمود اسطوري لأبناء الشعب الفلسطيني.. وأشار إلى أن التضامن يأتي بالحد الأدنى في هذا الظرف يترجم بانه الانبطاح والسكوت على تلك الجرائم.

ولفت أن عهد الصهاينة استخدام القوة ضد الأبرياء، منذ الأزل فهم قتلة الانبياء، مرورا بقتل الأطفال والنساء.

مستعرضا تداخلت في الصراع الذي بات يحمل ابعادا متعددة. وقال: البعد الطبقي يلقي الضوء على المستوى العلمي يمثل هذا البعد القطب الاستعماري، والتفاعل الان في الصراع، لذا إسرائيل هي يد للغرب وهي يد طائشة ومنفلته، الغرب يدير الحرب والصراع.

مضيفا: بؤر الصراع تلاشت وانتهت باستثناء القضية الفلسطينية، وهو ما يكشف عن البعد الطبقي بالنظر للشرق باعتبارها دولا ضعيفة وهشة .. واعتبر دول “أمريكا وفرنسا وبريطانيا” تمثل الدول الاستعمارية منزوعة الرحمة والإنسانية ولا ترى غير مصالحا فقط. وقال: إسرائيل بنيت على أساس عرقي وطبقي، ضد العالم والشرق تحديدا.

 

من جانبة قدم د. فضل العميسي نائب عميد كلية الآداب لشؤون الطلاب ورقة عمل بعنوان “تاريخ الخذلان”، تسائل “لماذا يجب للدفاع عن فلسطين؟”، وقال: لابد أن نبين للمجتمع والناس بشتى طبقاته لماذا يجب أن ندافع عن فلسطين لأنه واجب عربي وديني مقدس، واستراتيجية نفسية ومحورية للحفاظ على الحق العربي والإسلامي.

مؤكدا ان الدفاع عن فلسطين مهمة تاريخي وإسلامي. واضاف: نحن أحق بالدفاع عن المقدسات، وهدف الصهاينة استعماري في الأساس ولذا لابد ان نتصدى لهذا الاستعمار والدفاع عن فلسطين.. مستعرضا مراحل الخذلان للقضية الفلسطينية، بدأ من العام ١٨٩٠ مع بداية الفكر الصهيوني في ايجاد وطن قومي لليهود، مرورا بوعد بلفور حتى اليوم من جرائم ضد الأبرياء في غزة.

وصنف العميسي الصراع العربي الإسرائيلي بخمس مراحل، الأولى المشروع الصهيوني وموجه الهجرة إلى فلسطين ومراحل المقاومة الفلسطينية، والثانية الصراع العسكري بالجبهة العربية الموحدة وتأسيس للمقاومة الفلسطينية المسلحة، المركلة الثالثة نكسة ١٩٦٧م وما تلاها من خذلان العربي وسياسة التهويد الذي مارستها الصهيونية ضد فلسطين، بينما المرحلة الرابعة موجات التطبيع وحل الدولتين، والخامسة نظام شرق الوسطي جديد والذي يسعى الغرب إلى إيجاره مع شكل جديد للعلاقات الدولية مع إسرائيل، وبين ان التدخلات العربية في مسار الصراع العربي الاسرائيلي بائسة وضعيفة.

وتحدث د.عزيز الاقرع نائب عميد كلية الآداب للشؤون الأكاديمية، في ورقة العمل التي قدمها اعتبر أمريكا ” رأس الشر”.. واعتبر ما يحدث في فلسطين من مجازر هو مشروع امريكي لطمس الهوية الفلسطينية. مشيدا بدور حركات المقاومة في فلسطين والتي أعادت القضية إلى الواجهة وأحيت روح المقاومة لدى الشعوب العربية والإسلامية.

داعيا قادة الدول العربية المطبعين إلى الانبياء إلى فلسطين، وخاطبهم بالقول: أنتم بأفعالك تمثلون أنفسكم ولا تمثلون الروح الإسلامية والعروبية، بل وانسلختم من قيمكم، مستعرضا بعض الملاحم البطولية التي نفذها المسلمين ضد اليهود منذ فجر التاريخ، وقال: لنا في التاريخ الإسلامي ومناهضة اليهود منذ فجر الإسلام، مواقف بطولة عظيمة، فقد ثأر المسلمين لامرأة كشفت عورتها، وفتحت “عامورية” بسبب صراخ أمرأة ” وامعتصماه” والآن الالاف من النساء يقتلن ويسجن على يد الصهاينة والجميع ساكت.

متسائلا ماذا سيكتب التاريخ؟ ليرد: سيكتب ان غزة تقاتل وحدها وإلى جوالها ٢٢ دولة عربية التزمت الصمت، سيكتب التاريخ ان غزة كان أقوى من الجميع وان المجازر اليومية تحدث ونحن نتفرج.. مطالبا من الجميع أن يكون في مرحلة الدفاع عن فلسطين بكل الأساليب والطرق التي تزيد الوعي، ونصره فلسطين.

د. عصام واصل مدير عام المكتبات بجامعة ذمار، من جانبة أشار إلى أن الحاكم العربي تحول إلى أرنب خائف، وان الوضع العام سيكون ما قبل طوفان الأقصى وما بعده.

ولفت إلى التخاذل العربي والإسلامي الذي وصفة بـ “المريب”. مضيفا: الأجمل هو الصبر والقوة التي يتحلا بها الشعوب العربية من بعض البلدان واليمن نموذج لمقاومة والممنوعة والصمود والإنسان ، والعربي يود ان يعبر لكنه مقموع من قبل الأنظمة التي توجه سلاحها إلى الصدر العربي.

واكد خلال حديثة الى التحول الجذري في الصراع العربي الإسرائيلي، منها وضع مقرر جامعي في الجامعات اليمنية بالمناطق المحررة تخت مسمى ” الصراع العربي الإسرائيلي” وهو الذي يصنع أجيال تناهض إسرائيل ونواه لمغايرة قادمة.

إلى ذلك، قال د. فهد الضلعي رئيس قسم الجغرافيا، أن البيئة الفلسطينية تضررت كثيرا جراء العدوان الإسرائيلي على فلسطين.

وقال: عندما لاحظ الاحتلال الصهيوني صمود الشعب الفلسطيني بدا في مصادرة مصادر رزقه يبعدوا المواطن عن قضيته، وتسعى إسرائيل الى تدمر فلسطين من كل الجوانب، منها: احتلال الأرضي الزراعية والاستيلاء على مصادر المياه، التعمد تدمير الموارد الطبيعية في فلسطين، بالإضافة الى إقامة قنوات للصرف الصحي الى قرى ومساكن الفلسطينيين.

وقال: منع الماء والكهرباء ووسائل الحياة عن الفلسطينيين وهي حرب قذرة، تستهدف فلسطين للأرض والانسان، لذا يترجم ذلك في التوحش الصهيوني ضد الأبرياء في فلسطين.

مضيفا: استخدام قنابل واسلحة فتاكة وتنعكس على هيئة تلوث كبير في الهواء والبيئة، وهو ضمن الحرب القذرة ضد الشعب الفلسطيني، مؤكدا ان الشعب الفلسطيني تسلح بالإيمان في الدفاع عن أرضه ووطنه.

من جانبه، أشار الباحث أ. خالد الفلاحي أن القضية الفلسطينية محور الرئيسي للأمة الإسلامية والعربية وصراع بين العربي والصهيوني صراع يمتد لأجيال، ولفت في حديثة إلى ان الغرب يهدف الى تصفير للقضية الفلسطينية بدعم أوروبي وتواطئ عربي، في ظل صمود اسطوري للشعب الفلسطيني.

الفلاحي قدم ورقة عمل حملت عنوان “الصهيونية بين النظرية والتطبيق”، بين أن اليهود عبر التاريخ كانوا مادة غير نافعة للغرب، وقال: إسرائيل دولة وظيفية يدعمها الغرب ويسعى إلى استمرارها، لأن اليهود ساهموا في في صناعة الرأس المال الغربي.

مضيفا: سيطر اليهود على صناعة أسواق الأوراق المالية والعملات، والاستثمار في الأموال، والاستفادة من التناقضات الاقتصادية لزيادة الثراء.

وعم المسار التاريخي، قال: هرتزل اختزال التناقض اليهودية وضع المبادئ الأساسية لليهود وتحريك السكان الأصليين الى المنفى أو التهجير أو الإبادة للسكان، والغرب لهم تاريخ اسود في المجازر والاحتلال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى