البرعي .. طعام الفقراء في ذمار

‏  4 دقائق للقراءة        799    كلمة

ذمار أونلاين | صقر أبو حسن:       (الثلاثاء: 10 فبراير 2021)

منذ أربع سنوات من العيش بلا راتب، كانت وجبة” البرعي” هي الرفيق الدائم لـ “عبد الله المنتصر وأسرته”، يتغذون عليها في الصباح والمساء، وما زالت هي وجبتهم الدائمة، ولمئات الأسر الأخرى في محافظة ذمار .

ينتمي عبدالله الذي يعمل مدرسا في إحدى المدارس الأساسية بمدينة ذمار، الى مديرية وصاب العالي، والتي فارقها شاباً مفعما بالحياة والأمل للدراسة في مدينة ذمار وفيها تزوج وفيها يعمل ايضا.

طول تلك السنوات الـ 17 التي قضاها في التعليم، كان عبدالله ينفق على أسرته من راتبه الحكومي، لكن منذ انقطاع مرتبات موظفي الدولة، ساءت الأوضاع المادية لعبدالله وأسرته كثيراً.

في الأشهر الأولى اضطر المنتصر، لبيع ذهب زوجته وأنفاق مدخراته لتوفير الطعام والشراب، لكن مع مرور العام الثاني كان قد أنهكه الفقر والحاجة، بعد نفاد ما لديه من مدخرات، حتى اضطر الى الخروج الى السوق والعمل بالأجر اليومي.

“طوال السنوات الأربع التي عشتها بلا مرتب كانت وجبة “البرعي” هي الوجبة الرئيسية التي تتصدر طعام الأسرة”، يقول عبدالله.

وأضاف عبدالله لـ(ذمار اونلاين): بمئة ريال يمكنك شراء كمية من البرعي تكفي كوجبة صبوح أو عشاء ولا يخلوا يوم من “البرعُي”،  لم يعد هناك شيء رخيص غير”البرعُي” كل شيء غالي”.

وجبة رئيسية للناس:

و(البرعُي) هو نوع من أنواع البقوليات “العتر” وله طريقة الخاصة في التحضير، حيث يتم وضعه، في الماء لساعات قبل إضافة البهارات اليه، ووضعه على نار هادئة لعدة ساعات ثم تقديمه وهو ما زال ساخن للزبائن. ويقدم في وجبات الإفطار والعشاء، مع الخبز المقلي بالزيت والذي يسمى في ذمار بـ”الزلابيه”.

ويرى بسام الروضي وهو مصور تلفزيوني، إن زيادة إقبال الناس على وجبة “البرعُي” يأتي لأسعارها المناسبة للأوضاع التي يعيشها السكان في الوقت الراهن، وقال لـ(ذمار أونلاين): بمئة أو بمائتين ريال يمكن أن توفر وجبة إفطار أو عشاء لأسرة كاملة مكونة من ستة أشخاص. ولفت إلى أن “وجبة البرعي” قبل اندلاع الحرب في اليمن، لم تكن بهذا الإقبال الذي تشهده اليوم، فقد تحولت إلى وجبة رئيسة للسواد الأعظم من الأسر في مدينة ذمار وضواحيها.

غداء بُرعي

بعد أن كانت ” وجبة البرعُي” في هامش الأكلات اليومية للمواطنين، قفزت مؤخرا، لتتصدر قائمة الوجبات الرئيسية في محافظة ذمار، وبات الأقبال متزايد على محال بيع وجبة البرعي، في ساعات المساء والصباح الباكر ايضا.

“بعض الأسر تتغدى برعُي”، قال عبد الله حسين مصيبعان وهو عاقل حارة الناصر بمدينة ذمار، وزاد: البرعي يعتبر وجبة أساسية لجميع الناس وكل الفئات خاصة الفقراء والمعدمين.

مصيبعان، أكد لـ(ذمار اونلاين): إن الأغنياء هم من زبائن المطاعم، لكن الفقراء هم زبائن معتادين لمحال بيع “البرعُي” بسبب الفقر. مشيراً انه يسعى دائما الى توفير مادة الغاز للمحال الموجودة ضمن نطاق الحارة لاستمرار توفير وجبة البرعُي.

سر الإقبال ..التحضير الجيد والنظافة

“النظافة ووضع البهارات أثناء التحضير للطبخ ” عناصر أساسية لطبخ وجبة البرعُي، إضافة الى ذلك سهولة التعامل مع الزبائن، في تقدير الطباخ “محمد الغُببي” هي عوامل مهمة لصنع سمعة جيدة، وقال لـ(ذمار اونلاين): مهنة طبخ وبيع البرعُي تحتاج الى صبر ومثابرة وتحضير جيد كل يوم، وحسن تقدير في وضع المقادير والبهارات.

مؤكداً أن محله في الواقع في حارة الناصر وسط مدينة ذمار يستقبل المئات يومياً، أثناء فترتي الصباح والمساء. وأضاف: منذ السابعة صباحاً وحتى العاشرة وكذلك من الساعة الرابعة عصراً وحتى الثامنة مساءً هي فترة بيع البرعُي. ولفت إلى أن سر إقبال الناس على وجبة البرعُي لكونها “وجبة سريعة وخفيفة ورخيصة السعر مقارنة بوجبات أخرى”.

أكلة شعبية:

البُرعي أكلة شعبية يمنية، تقدمها بعض المطاعم الشعبية في أغلب مدن اليمن، لكنها تطورت وأصبحت هذه الوجبة تقدم في محال خصصت لطبخها وبيعها بشكل مباشر للمواطنين، وتأكل في الغالب مع الخبز أو الزلابية أو الرشوش أو خبز المطبق.

ويقدر “الغُببي” عدد محال بيع “وجبة البرعُي” بأكثر من مئة محل في مدينة ذمار وضواحيها. مؤكداً إن العدد ارتفع كثيراً عن ما كان عليه قبل الحرب فقد كانت المحال لا تتجاوز ثلاثين محل.
“الغُببي” يشير الى صعوبات ترافق هذه المهنة وهي الارتفاع المتواصل في أسعار “العتر” واختفاء مادة الغاز بين الفينة والأخرى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى